سورة الأنعام - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنعام)


        


{أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ (123)} [الأنعام: 6/ 122- 123].
نزلت هذه الآية- كما ذكر ابن عباس- في عمر وأبي جهل، الأول يمثّل الإيمان، والثاني يمثّل الكفر والضّلال، وكل منهما رمز لفئة. شبّه اللّه تعالى الذين آمنوا بعد كفرهم بأموات أحيوا، وشبّه الكافرين وحيرة جهلهم بقوم في ظلمات يتردّدون فيها، ولا يمكنهم الخروج منها، ليبيّن اللّه عزّ وجلّ الفرق بين الطائفتين والبون بين المنزلتين.
هذه مقارنة أو موازنة بين أهل الإيمان وجماعة الكفر، أفمن كان ميتا بالكفر والجهل، فأحييناه بالإيمان، وجعلنا له نورا يضيء له طريقه بين الناس، وهو نور القرآن المؤيّد بالحجة والبرهان، وهو أيضا نور الهدى والإيمان، أهذا الفريق مثل الفريق السائر في الظلمات: ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر، وهو ليس بخارج منها، أي لا يهتدي إلى منفذ ولا مخلص مما فيه، كما قال اللّه تعالى في آيات أخرى، منها: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)} [الملك: 67/ 22].
وبما أن الاهتداء إلى الإيمان، والانغماس في ظلمات الكفر والضّلال بسبب من الإنسان واختيار منه، فإن اللّه تعالى يزيد المؤمنين توفيقا إلى الخير، ويترك الكافرين سائرين في متاهات الكفر، لذا ختمت الآية بهذه الحقيقة وهي: كما زيّن اللّه الإيمان للمؤمنين، زيّن للكافرين الكفر والمعاصي، أي حسّن لكل فريق عمله، فحسّن الإيمان في أنظار المؤمنين، وحسّن الكفر والجهالة والضّلالة في أعين الكافرين، كعداوة النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم وذبح القرابين لغير اللّه، وتحريم ما لم يحرّمه اللّه، وتحليل ما حرّمه.
ثم أورد اللّه تعالى ما يدلّ على سنّة ثابتة في البشر، وهم الذين يعيشون في الظلمات كأبي جهل بن هشام وحالهم وحال أمثالهم، فمثلهم جعل اللّه في كل قرية أكابر مجرميها رؤساءها ودعاتها إلى الكفر والصّدّ عن سبيل اللّه، ليمكروا فيها بالصّد عن سبيل اللّه لأنهم أقدر على المكر والخداع وترويج الباطل بين الناس بحكم نفوذهم وسيادتهم وسيطرتهم. وهذه الآية تتضمن إنذارا بفساد حال الكفرة.
وهكذا يثور في كل وقت الصّراع بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر، ولكل اتّجاه أعوانه وأنصاره، وسادته وكبراؤه، ولكن ما يمكر هؤلاء الأكابر المجرمون المعادون للرّسل إلا بأنفسهم لأن وبال مكرهم عليهم، وعاقبة إفسادهم تلحق بهم، لكنهم عديمو الشعور والإحساس الصادق، فما يعلمون حقيقة أمرهم.
ويستمر النّزاع بين أهل الإيمان والخير، وبين أهل الكفر والشّر، وهذه هي نظرية تنازع البقاء وبقاء الأصلح، والعاقبة والنصر للمؤمنين في النهاية، كما قال اللّه تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرّعد: 13/ 17].
وواقع هؤلاء الضّالّين أسوأ من البهائم، فإن البهائم تعلم علوم الحسّ، وأما الضّالّون فهم مغرقون في الجهل لا يدركون الحقيقة، وكأن الذي لا يشعر نفي عنه أن يعلم علم حسّ. إن الذين مكروا وضلّوا حفاظا على مراكزهم ونفوذهم، لم يشعروا بأن عاقبة مكرهم تحيق بهم، لجهلهم بسنن اللّه في خلقه، كما قال اللّه سبحانه: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 35/ 43].
مطالبة المشركين بالنّبوة:
النّبوة أو الرّسالة إنما تمنح لمن هو مأمون عليها وموضع لها، وأقدر على تحمل أعبائها، وليست هي مثل مناصب الدنيا التي تعتمد على الشهرة والنفوذ، والسلطة والجاه أو المال، أو النّسب، أو كثرة الأعوان والأولاد.
ولقد استبدّ الغرور والشّطط بمشركي مكة، فأرادوا أن تكون لهم النّبوة والرسالة، وأن يكونوا متبوعين سادة، لا تابعين، وقالوا: لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، أي مكة والطائف، الوليد بن المغيرة من مكة أو عروة بن مسعود الثقفي من الطائف، وذلك حسدا منهم وغرورا، وظنّا منهم أن الرّسالة الإلهية كمراكز الدنيا تعتمد على المال أو السلطة.
قال اللّه تعالى مندّدا بهذه المطامع والآمال:


{وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ (124) فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125)} [الأنعام: 6/ 124- 125].
نزلت الآية الأولى في الوليد بن المغيرة قال: لو كانت النّبوة حقّا، لكنت أولى بها من محمد لأني أكبر منه سنّا، وأكثر منه مالا وولدا.
الآية الأولى ذمّ للكفار وتوعّد لهم، فإنهم إذا جاءتهم علامة ودليل على صحة الشّرع الإلهي، اشتطّوا واغتروا، وطلبوا أن يؤتوا مثلما أوتي محمد بن عبد اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه، وقالوا: إنما يفلق لنا البحر، إنما يحيي لنا الموتى ونحو ذلك، أي إنهم طلبوا المستحيل، وعلقوا إيمانهم على ممتنع، وقصدوا بذلك أنهم لا يؤمنون أبدا.
والمعنى: إذا جاءت المشركين آية وبرهان وحجة قاطعة من القرآن تتضمن صدق الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم في تبليغ وحي ربّه، قالوا حسدا منهم، وتعنّتا وغرورا: لن نؤمن حتى يكون لنا مثل محمد، منصب عند اللّه، وتظهر على أيدينا آية كونية أو معجزة مثلما أوتي رسل اللّه، كفلق البحر لموسى، وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى لعيسى لأنهم أكثر أموالا وأولادا، وأعزّ جانبا ورفعة بين الناس.
فردّ اللّه عليهم بقوله: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ} أي أن اللّه أعلم حيث يضع رسالته ومن يصلح لها من خلقه، فالرسالة منصب ديني له مقومات خاصة، وفضل من اللّه يمنحه من يشاء من عباده، لا ينالها أحد بخصائص دنيوية عادية، كالمال والولد والزّعامة والنفوذ، وإنما تؤتى من هو أهل لها، لسلامة فطرته، وطهارة قلبه، وقوة روحه، وحسن سيرته وحبّه الخير والحق.
ثم أعلن اللّه وعيده الشديد لكل المتخلّفين عن الإيمان برسالة القرآن ودعوة النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فسيلحق المجرمين يوم القيامة ذلّ وهوان دائمان، ويدركهم العذاب المؤلم الشديد، جزاء بما كانوا يمكرون، وعقوبة لتكبّرهم عن اتّباع الرّسل، والانقياد لهم فيما جاؤوا به، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر: 40/ 60] أي صاغرين ذليلين حقيرين.
ثم جاء قرار الحسم وهو أنه لا داعي للتأسّف على إعراض المشركين عن دعوة الإسلام، فمن يرد اللّه أن يوفّقه للحق والخير والإسلام، ومن كان أهلا بإرادة اللّه وتقديره لقبول دعوة القرآن، فإنه يشرح صدره له، وييسره وينشطه ويسهله لذلك، ومن فسدت فطرته بالشّرك، ولم يكن مستعدّا للإيمان، ولا أهلا، يجعل اللّه صدره ضيّقا شديدا عازلا عن قبول الإيمان، كاتما له عن نفاذ الخير إليه، مثله كمثل من يصّعّد إلى السماء في طبقات الجو العليا، حيث يشعر بضيق شديد في التنفس، وكأنما يزاول أمرا غير ممكن لأن صعود السماء مثل فيما يمتنع ويبعد عن الاستطاعة، وتضيق عنه المقدرة. وكما يضيّق اللّه صدر المعاندين، كذلك يسلّط اللّه العذاب أو الشيطان عليهم وعلى أمثالهم ممن أبى الإيمان بالله ورسوله، فيغويه ويصدّه عن سبيل اللّه سبيل الحق.
والهدي في هذه الآية: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ}: هو خلق الإيمان في القلب واختراعه، وشرح الصدر: هو تسهيل الإيمان وتحبيبه وإعداد القلب لقبوله وتحصيله.
والهدي لفظ مشترك قد يأتي بمعنى الدعوة لشيء مثل قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 42/ 52] وقد يأتي بمعنى إرشاد المؤمنين إلى مسالك الجنان والطرق والأعمال المؤدية إليها، كقوله تعالى: {فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (5)} [محمد: 47/ 4- 5].
الطريق القويم وجزاء المستقيمين:
تتعدّد طرق النجاح في الحياة بحسب ما ترتئيه الأفكار والعقول الإنسانية، ولا يعرف الصواب منها إلا بعد تجارب عديدة، وطويلة الأمد، يمر فيها المجتمع، فتدرك الأخطاء، وتعرف أوجه الفائدة والمصلحة، من هنا أراد اللّه تعالى اختصار الطريق والمدة على الناس، فأبان لهم سلفا ما يحقق لهم الخير والنفع، ويمنع عنهم الشّر والانحراف. وترغيبا في سلوك طريق الشّرع القويم وعد اللّه متّبعيه بالجنة دار السّلام، وأوعد مخالفيه بالنّار مثوى الظالمين خالدين فيها أبدا بمشيئة اللّه. قال اللّه تعالى:


{وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (127) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (129)} [الأنعام: 6/ 126- 129].
يخبر اللّه تعالى أن هذا القرآن والشّرع الذي جاء به محمد عليه الصّلاة والسّلام وهو شرع الإسلام: هو طريق ربّك السّوي الذي ارتضاه للناس واقتضته الحكمة، لا زيغ ولا انحراف فيه، وهو العلاج المفيد والدواء النافع لكل داء، كما قال النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم في وصف القرآن- فيما يرويه التّرمذي وأحمد عن علي-: «هو صراط اللّه المستقيم، وحبل اللّه المتين، وهو الذّكر الحكيم، والنّور المبين».
فما عليكم أيها المؤمنون إلا اتّباعه إن أردتم النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، قد وضحنا الآيات وبيّنّاها لقوم لهم فهم ووعي يعقلون عن اللّه ورسوله.
ولهؤلاء القوم الفاهمين الملتزمين طريق الشّرع: دار السلامة والطمأنينة وهي الجنة، يوم القيامة، واللّه متولّي أمورهم وكافيهم، جزاء على صالح أعمالهم.
واذكر أيها النّبي فيما نقصّه عليك، يوم نحشر الإنس والجنّ جميعا ونقول: يا جماعة الجن قد استكثرتم من إغواء الإنس وإضلالهم، فيجيب الإنس الذين أطاعوا الجنّ واستمعوا إلى وسوستهم وتولّوهم: ربّنا انتفع كلّ منا بالآخر، انتفع الإنس بالشياطين حيث دلّوهم على الشهوات وعلى أسباب التّوصل إليها، وانتفع الجنّ بالإنس حيث أطاعوهم وساعدوهم على مرادهم، وبلغنا أجلنا الذي أجّلت لنا، أي الموت أو يوم البعث والجزاء، اعترفنا بذنوبنا، فاحكم فينا بما تشاء، وأنت أحكم الحاكمين، ولقد أظهرنا الحسرة والنّدامة على ما فرّطنا في الدّنيا.
فأجابهم اللّه الحق تعالى بقوله: النار مأواكم ومنزلكم أنتم وإياها وأعوانكم، وأنتم ماكثون فيها مخلدون على الدوام، إلا من شاء اللّه من الخروج خارج النار لشرب الحميم، أو الانتقال من عذاب النار، إلى عذاب الزمهرير، وفي كلا الحالين انتقال من عذاب إلى عذاب. وهذا معنى قوله تعالى: {إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ}.
وقال ابن عباس فيما رواه ابن جرير الطّبري وغيره: «إن هذه الآية آية لا ينبغي لأحد أن يحكم على اللّه في خلقه، ولا ينزلهم جنّة ولا نارا».
ثم أبان اللّه تعالى أمرا اجتماعيّا مهمّا: وهو أنه مثل تولّي الجن والإنس بعضهم لبعض، نولّي الظالمين بعضهم ببعض، بأن نجعل بعضهم أنصار بعض، بمقتضى التقدير والسّنة الكونية، بسبب ما كانوا يكسبون من أعمال الظلم المشتركة بينهم، فكل فريق يتولى ويرعى شبيهه في الخلق والعمل وينصره على غيره، قال ابن عباس: «إذا رضي اللّه على قوم ولّى أمرهم خيارهم، وإذا سخط على قوم ولىّ أمرهم شرارهم». وهذا تهديد عامّ لكل ظالم ظلما اجتماعيّا عامّا أو خاصّا. والتعاون بين الفئات المتشابهة في سلوكها ظاهرة قائمة في المجتمعات، سواء فئات المؤمنين الصلحاء، كما قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} [التّوبة: 9/ 71]. أو فئات الكافرين الأشقياء، كما قال اللّه سبحانه: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} [الأنفال: 8/ 73] أي أعوانهم ونصراؤهم.
تقريع الظّلمة على كفرهم:
إن العدل الإلهي أمر مطلق شامل جميع أحوال الناس في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يرسل اللّه الإنذارات المتوالية من الكتب والرّسل لتبليغ الأحكام وشرائع اللّه، والتحذير من مستقبل الحساب والجزاء الأخروي. وفي الآخرة لا يجد الظّلمة مناصا من الاعتراف بتقصيرهم وامتناعهم من الإيمان واقترافهم السيئات. ويظهر العدل في الآخرة على أتم وجه وأحكم مظهر، حيث يوفّى كل إنسان بما عمل من خير أو شرّ. قال اللّه تعالى موضّحا أصول العدل وطرائق التزامه:

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15